في عالم الامتياز التجاري، هناك دول تقوم بتصدير علاماتها التجارية في إطار خطط التطوير والتوسع عالمياً، حيث يساعد ذلك في تحسين القدرة التنافسية لدولهم على المستوى الاقتصادي والسياسي والثقافي.
وعلى الجانب الآخر، هناك دول تستورد الامتيازات، حيث تجد العلامات التجارية العالمية في هذه البلدان بيئة مواتية لتنمية أنشطتهم التجارية بنجاح.
وبالرغم من أن الامتيازات التجارية الواردة قد يكون لها تأثيرات إيجابية من الناحية الاجتماعية، والتقنية، والاقتصادية والسياسية على الدول المستوردة لها، لكن يبقى هناك قدر من المخاطر من التدفق النقدي لخارج الدولة في شكل مدفوعات ممنوحي الامتياز لرسوم الامتياز، والرويالتي، ورسوم المساهمة في الأنشطة التسويقية، والاهم من ذلك كله سداد تكلفة البضائع والمنتجات المستوردة من الخارج عن طريق الموردين العالميين والذين يحددهم مانحي الامتياز، مما ينعكس سلباً على الدخل القومي الإجمالي للدولة.
ويتسبب عدم معرفة موقع دولة ما على خريطة صناعة الامتياز التجاري العالمية، أو حتى عدم التيقن من موقعها في أعين قادة الصناعة في العالم، في نشر صورة سلبية عن هذه الدولة، ويؤدي الى عدم وضوح الرؤية في مدى جدوى ممارسة أنشطة الأعمال فيها بصفة عامة، مما يؤثر على حجم الاستثمارات الأجنبية، خاصة في الأسواق الناشئة.
والخطوة الأولى في تحديد موقع دولة ما على خريطة صناعة الامتياز التجاري العالمية، هي فهم الثوابت والمتغيرات المؤثرة فيها مثل عدد العلامات التجارية المحلية، وعدد ممنوحي الامتيازات الرئيسية، وعدد الوحدات العاملة بنظام الامتياز، والقطاعات الرئيسية للأنشطة التجارية، وإجمالي الإيرادات الناتجة عنها، بالإضافة الى أعداد الوظائف المباشرة التي تضيفها الصناعة كل عام لسوق العمل، وبالطبع حجم مساهمة الصناعة في الناتج المحلي الإجمالي.
ومن ضمن العناصر الأخرى الهامة لهذه المبادرة هي تنظيم البعثات التجارية وعروض خارجية للترويج للدولة بصفتها سوقاً رائجاً للامتياز التجاري، ونشر أدلة ومجلات الامتياز التجاري، بالإضافة الى إطلاق منتدى للحوار والمناقشة بين المهتمين بالصناعة في الدولة لتشجيع تبادل المعارف والخبرات المشتركة.
الحقيقة الثابتة، هي أن كل مثال ناجح للتنمية الاقتصادية في القرن الماضي … حدث عبر العولمة”.
پول كروجمان
اقتصادي أمريكي، وكاتب في صحيفة نيويورك تايمز.
لغة البرنامج: اللغة العربية أو الإنجليزية حسب متطلبات العملاء.